صفعة كورونا المستجد (كوفيد 19) 2020
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نواجه في هذه الأيام جائحة عالمية، تلك التي أوقفت إثرها الأعمال وبددت خلالها الأموال، تلك التي دفعت الإقتصاد العالمي للانهيار، إنه فايروس قطره حوالي 125 نانو متر، نعم هذا هو الذي وقفت البشرية جمعاء عاجزة أمامه!
إنه فايرس كورونا.
فما أسبابه؟
قيل أنه أتى من الخفافيش، وقيل أنه مصنع، ولكن الحقيقة أن هذا عقاب وابتلاء من الله سبحانه للناس، بغض النظر عن المصدر الماديِّ له، فقد أرانا الله به ضعفنا وعجزنا أما قدرته وعظمته سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه:
(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
لقد غرتنا الحياة الدنيا وانغمسنا في ملذاتها الفانية، ونسينا وتناسينا أن مردنا إلى الآخرة الباقية، فجاء أمر ربك تذكيراً وتمحيصاً للمؤمنين، وإنذاراً وعقاباً للكافرين، قال سبحانه:
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
فكم ابتعدنا عن الله وكم ظلمنا أنفسنا بالمعاصي حتى طردنا من بيوت الحليم!
التوبة التوبة يا أيها المسلمون، فلا ملجأ من الله إلّا إليه، فها قد رأينا بعضاً من العذاب الأدنا فهل لنا طاقة عليه؟
باب التوبة مفتوح للعباد، وما أحوجنا إلى تلك التوبة النصوح التي تستوجب ندماً وإقلاعاً عن الذنوب والمعاصي، قال سبحانه:
(فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
كما تقع على عاتقنا في هذه الفترة خصوصاً مسؤولية كبيرة تجاه هذا الوباء، وتتمثل في:
- التوكل على الله سبحانه وتعالى وحسن الظن به، فقد قال سبحانه:
(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
- اتباع الأوامر الصادرة من الحكومات والتي تخص فايرس كورونا كالحجر المنزلي، إضافةً إلى اتباع سبل الوقاية من هذا الفايروس.
- استغلال وقت الحجر الصحي بما يفيد، كحفظ القرآن الكريم والإستزادة من العلم أو تعلم لغة جديدة.
وبإذن الله ستمضي هذه الأيام، وستذهب هذه الجائحة، وسيبقى معك ما أنجزته في هذه الفترة.
تعليقات
كلام مهم ومحفِّز 💜💜💜
إرسال تعليق